نبوءة رسمية بحريق الأوبرا
نبوءة رسمية بحريق الأوبرا
كتب ميلاد حنا زكى
اكتوت قلوب المصريين صباح ٢٨ أكتوبر ١٩٧١ بحريق دار الأوبرا الخديوية، التى اندلعت فيها ألسنة اللهب وامتدت لتلتهم دار الأوبرا بكل ما تحتويه من تاريخ ومجد وتراث، لينهار مسرحها وصالتها ذات الطوابق الخمسة التى استمع الملايين من خلالها لأجمل الموسيقات والألحان والأوبريتات، وشاهدوا من خلالها أعظم فرق التمثيل والباليه العالمية، كما احتضنت بدايات نشأة المسرح المصرى.
شاءت الأقدار أن تلتهم النيران دار الأوبرا فى نفس اليوم الذى كان مقرراً فيه بدء موسم عالمى كبير، احتفالاً بمرور مائة عام على تقديم أوبرا «عايدة»، وكان مقرراً أن تستمر الاحتفالات حتى شهر مارس ١٩٧٢، وكان الخديو إسماعيل شغوفاً بالفنون،
لذلك أنشأ دار الأوبرا ١٨٦٩، وكان الغرض منها هو استقبال الرؤساء إلى حفل افتتاح قناة السويس، وكلف المهندسين الإيطاليين «أفوسكانى» و«روسى» بإعداد تصميم لها، واهتم بأن يكون الافتتاح بعرض أوبرا «عايدة»، التى أنفق الخديو على إعدادها الكثير، واستغرق تشييد الأوبرا الخديوية ٦ أشهر، وتكلف بناؤها مليوناً وستمائة ألف جنيه،
وفى الموعد المحدد حالت الظروف دون تقديم أوبرا «عايدة» فى الافتتاح، وقدمت بعد الافتتاح بعامين فى ٢٤ ديسمبر ١٨٧١ وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض «ريجوليتو» التى وضع موسيقاها فيردى، واحتراماً للشخصيات المهمة التى حضرت الافتتاح حرص الفنانون على تقديم العرض بمجوهرات حقيقية، وظلت حفلات الأوبرا مقصورة على الحاشية والأجانب، وظهر وقتئذ فن المسرح على يد «يعقوب صنوع»، بمسرح قريب من الأوبرا،
وعرف الشعب فن المسرح، الذى ازدهر بعدها فى البلاد العربية، وكانت البداية مع الأديب اللبنانى «سليم النقاش» بإنشاء فرقة تمثيل، باتفاق مع الحكومة المصرية على إمداده بالمال والترخيص له باستخدام الأوبرا، وانتعشت الحركة المسرحية، وأبت الحكومة المصرية تكريم المواطنين النابغين من رجال المسرح العربى بوضع التماثيل أو الصور تخليداً لذكراهم فى الدار،
وعلى مدى عمر الأوبرا الخديوية توالت على رئاستها أسماء مختلفة كان أولها «بافلوس» اليونانى الجنسية، وهو أول من تولى الإشراف على بنائها وإدارتها وتقديم أوبرا «عايدة»، أما أول مصرى يرأس الأوبرا فهو منصور غانم، ولم يستمر أكثر من عام، ثم تولى الفنان سليمان نجيب.
ولم تستمر نهضة وازدهار الأوبرا أكثر من مائة عام، وليلة الحريق كان من المقرر بدء موسم الفرق الأجنبية على مسرحها، وأعدت الفرق المناظر والديكورات والنوت الموسيقية التى حملتها معها، ومنها فرقة الباليه اليونانية، التى أجرت بروفاتها حتى منتصف عشية يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٧١، وكان من المقرر أن تبدأ أولى حفلاتها فى التاسعة من مساء هذا اليوم، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن باندلاع الحريق.
استمر الحريق مشتعلاً فى قلب الأوبرا لمدة ساعتين كاملتين، دون أن تظهر أى علامات له من الخارج، الأمر الذى أدى إلى صعوبة إطفائه من قبل رجال الدفاع المدنى ولم تفلح جهودهم إلا بعد ساعات طويلة، وإن كانوا نجحوا فى حماية الحى من امتداد ألسنة النيران المرتفعة، وقدرت الخسائر فى آخر جرد للأوبرا بـ٤ ملايين من الجنيهات، بالإضافة إلى خسائر لا تقدر بأى قيمة مادية،
وبدأ التحقيق فى الحادث تحت إشراف محمد ماهر حسن النائب العام وحلمى الغمراوى المحامى العام، وتوصلت التحقيقات إلى احتمالين لنشوب الحريق، أحدهما حدوث ماس كهربائى وهو الاحتمال الأقوى، والآخر تسرب غاز من مواسير الغاز الموصلة للمبنى،
وبسؤال النيابة لمحمد حسنين شحاتة خفير الدار قال: إن عمله يبدأ يومياً من ٧ مساء، حتى ٩ من صباح اليوم التالى، ويسهر معه الكهربائى، وبكلامه أظهر أنه لم ينتبه لوجود حريق ولم يشم رائحة الدخان، وفسرت النيابة أقواله بأنه كان نائماً واستمعت إلى أقوال فائق حنا رئيس قسم الكهرباء بالدار، والكهربائى محمد مصطفى، وهما اثنان من ثلاثة أشخاص، ذكر أنهم مسؤولون عن أجهزة الكهرباء وصيانتها فى الدار،
وقال الشاهدان إنهما حضرا بروفة الفرقة اليونانية، وأشرفا على أعمال الإضاءة والكهرباء مع زميلهما الثالث سعد عبدالحليم، ثم انصرفا مع أعضاء الفرقة عقب انتهائها من عملها بعد منتصف الليل، وأنزلا سكاكين الكهرباء فيما عدا سكينة «السرفيس» ثم علما بالحادث وألمحا فى كلامهما إلى نوم الخفير،
وأشارا إلى وجود أنبوبة بوتاجاز فى البوفيه، بالإضافة للبويات الموجودة فى قاعة الرسم، التى تساعد بطبيعتها على الاشتعال، وأكدا أنهما لا يعتقدان حصول الحريق نتيجة ماس كهربائى، لأنه لو حدث لأغلق المفتاح العمومى للكهرباء، وأكد رجل المطافئ المخصص للدار أن النار كانت «تأكل نفسها»، وكان يصعب السيطرة عليها، فالجدران والأسقف والسلالم كلها من الخشب، والحوائط مدهونة بطبقات من الزيت القابل للاشتعال،
بالإضافة للستائر السميكة، وقال صالح عبدون مدير عام الأوبرا إنه كان خارج القاهرة للإدلاء بصوته فى الانتخابات وحضر صباح اليوم التالى للحريق وفوجئ بالحادث، وأرجع العقيد محمد الظواهرى مدير إدارة الحريق المركزية، سبب انتشار الحريق إلى جدران المبنى المشيدة من الخشب، والمغطاة بالمصيص، والتى تتخللها الأسلاك الكهربائية، ورجح أن يكون الحريق بسبب الأسلاك الكهربائية القديمة، التى لم تتحمل ضغط الكشافات القوية أثناء البروفة، مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة وامتدادها إلى الخشب.
وبعد يوم من الحريق تلقى شوقى المليجى رئيس النيابة تقريراً كان أعد ١٩٦٣ من العقيد محمد الظواهرى يفيد بتنبؤ حدوث كارثة للدار، تؤدى إلى تدميرها، ويشير فى التقرير إلى أن الدار لن تتحمل الإضاءة الحديثة، لأن التوصيلات الكهربائية قديمة، وتسببت فى حرائق كثيرة، بالإضافة إلى أن الدار لم يراع عند بنائها أن تكون الأسقف والسلالم من مواد غير قابلة للحريق، فأغلب تكوينها من الأخشاب القديمة القابلة للاحتراق،
وأشار فى نهاية التقرير إلى ضرورة بناء دار أخرى حديثة، بدلاً منها تتوافر بها وسائل الأمان، وأرفق بالتقرير تصميمات الأوبرا الجديدة على أن تنفذ عام ١٩٦٦، ولكن للأسف صدر قرار بوقف تنفيذها، لأن الوزارة تغيرت فى ذلك الوقت، ورأت الوزارة الجديدة عدم تنفيذه لسوء الحالة الاقتصادية، وأكد ذلك التقرير عندما اكتشفوا نص قرار الخديو إسماعيل بإنشاء دار الأوبرا التى احترقت يقول فيه: «أن تكون دار الأوبرا مؤقتة إلى أن يأتى وقت يمكن فيه إنشاء أوبرا جديدة!».
كما اكتشفت وثيقة مسجلة فى المحكمة المختلطة بتاريخ ١٧ مارس ١٨٧٧ تنص على أن الخديو إسماعيل رهن دار الأوبرا والأرض المقامة عليها للخواجة «إيكاليو لولو» مقابل ٩ ملايين و٧٣ ألف جنيه و٥٨٤ قرشاً.
أما عن اللعنة التى قيلت فى ذلك الوقت فهى ترجع إلى ما قبل إنشاء الأوبرا وقيل: «إن أصحاب الأرض التى أقيمت عليها الأوبرا رفضوا أن يبيعوا بيوتهم للخديو إسماعيل، عندما عرض عليهم شراء منازلهم بسعر رخيص ليقيم الأوبرا مكانها، وفوجئ أصحاب المنازل ذات صباح أن منازلهم كلها تشتعل ناراً، ثم تحولت إلى أنقاض، فاضطروا إلي بيعها للخديو إسماعيل بالسعر الذى حدده حين عرض عليهم شراءها».
وإذا كانت أصابع الاتهام تشير إلى الإهمال أو اللعنات، التى وراء حريق أكبر محافل مصر الفنية والثقافية فى ذلك الوقت، إلا أن لهيب ألسنة النيران مازالت ممتدة فى أماكن عديدة شاهدة على التاريخ، وقد يتكرر ذات السيناريو كما حدث فى الأوبرا مادام الإهمال مستمراً، فحادثا حريق مجلس الشورى والمسرح القومى لم يغيبا عن الذاكرة بعد.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=233061
كتب ميلاد حنا زكى
اكتوت قلوب المصريين صباح ٢٨ أكتوبر ١٩٧١ بحريق دار الأوبرا الخديوية، التى اندلعت فيها ألسنة اللهب وامتدت لتلتهم دار الأوبرا بكل ما تحتويه من تاريخ ومجد وتراث، لينهار مسرحها وصالتها ذات الطوابق الخمسة التى استمع الملايين من خلالها لأجمل الموسيقات والألحان والأوبريتات، وشاهدوا من خلالها أعظم فرق التمثيل والباليه العالمية، كما احتضنت بدايات نشأة المسرح المصرى.
شاءت الأقدار أن تلتهم النيران دار الأوبرا فى نفس اليوم الذى كان مقرراً فيه بدء موسم عالمى كبير، احتفالاً بمرور مائة عام على تقديم أوبرا «عايدة»، وكان مقرراً أن تستمر الاحتفالات حتى شهر مارس ١٩٧٢، وكان الخديو إسماعيل شغوفاً بالفنون،
لذلك أنشأ دار الأوبرا ١٨٦٩، وكان الغرض منها هو استقبال الرؤساء إلى حفل افتتاح قناة السويس، وكلف المهندسين الإيطاليين «أفوسكانى» و«روسى» بإعداد تصميم لها، واهتم بأن يكون الافتتاح بعرض أوبرا «عايدة»، التى أنفق الخديو على إعدادها الكثير، واستغرق تشييد الأوبرا الخديوية ٦ أشهر، وتكلف بناؤها مليوناً وستمائة ألف جنيه،
وفى الموعد المحدد حالت الظروف دون تقديم أوبرا «عايدة» فى الافتتاح، وقدمت بعد الافتتاح بعامين فى ٢٤ ديسمبر ١٨٧١ وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض «ريجوليتو» التى وضع موسيقاها فيردى، واحتراماً للشخصيات المهمة التى حضرت الافتتاح حرص الفنانون على تقديم العرض بمجوهرات حقيقية، وظلت حفلات الأوبرا مقصورة على الحاشية والأجانب، وظهر وقتئذ فن المسرح على يد «يعقوب صنوع»، بمسرح قريب من الأوبرا،
وعرف الشعب فن المسرح، الذى ازدهر بعدها فى البلاد العربية، وكانت البداية مع الأديب اللبنانى «سليم النقاش» بإنشاء فرقة تمثيل، باتفاق مع الحكومة المصرية على إمداده بالمال والترخيص له باستخدام الأوبرا، وانتعشت الحركة المسرحية، وأبت الحكومة المصرية تكريم المواطنين النابغين من رجال المسرح العربى بوضع التماثيل أو الصور تخليداً لذكراهم فى الدار،
وعلى مدى عمر الأوبرا الخديوية توالت على رئاستها أسماء مختلفة كان أولها «بافلوس» اليونانى الجنسية، وهو أول من تولى الإشراف على بنائها وإدارتها وتقديم أوبرا «عايدة»، أما أول مصرى يرأس الأوبرا فهو منصور غانم، ولم يستمر أكثر من عام، ثم تولى الفنان سليمان نجيب.
ولم تستمر نهضة وازدهار الأوبرا أكثر من مائة عام، وليلة الحريق كان من المقرر بدء موسم الفرق الأجنبية على مسرحها، وأعدت الفرق المناظر والديكورات والنوت الموسيقية التى حملتها معها، ومنها فرقة الباليه اليونانية، التى أجرت بروفاتها حتى منتصف عشية يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٧١، وكان من المقرر أن تبدأ أولى حفلاتها فى التاسعة من مساء هذا اليوم، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن باندلاع الحريق.
استمر الحريق مشتعلاً فى قلب الأوبرا لمدة ساعتين كاملتين، دون أن تظهر أى علامات له من الخارج، الأمر الذى أدى إلى صعوبة إطفائه من قبل رجال الدفاع المدنى ولم تفلح جهودهم إلا بعد ساعات طويلة، وإن كانوا نجحوا فى حماية الحى من امتداد ألسنة النيران المرتفعة، وقدرت الخسائر فى آخر جرد للأوبرا بـ٤ ملايين من الجنيهات، بالإضافة إلى خسائر لا تقدر بأى قيمة مادية،
وبدأ التحقيق فى الحادث تحت إشراف محمد ماهر حسن النائب العام وحلمى الغمراوى المحامى العام، وتوصلت التحقيقات إلى احتمالين لنشوب الحريق، أحدهما حدوث ماس كهربائى وهو الاحتمال الأقوى، والآخر تسرب غاز من مواسير الغاز الموصلة للمبنى،
وبسؤال النيابة لمحمد حسنين شحاتة خفير الدار قال: إن عمله يبدأ يومياً من ٧ مساء، حتى ٩ من صباح اليوم التالى، ويسهر معه الكهربائى، وبكلامه أظهر أنه لم ينتبه لوجود حريق ولم يشم رائحة الدخان، وفسرت النيابة أقواله بأنه كان نائماً واستمعت إلى أقوال فائق حنا رئيس قسم الكهرباء بالدار، والكهربائى محمد مصطفى، وهما اثنان من ثلاثة أشخاص، ذكر أنهم مسؤولون عن أجهزة الكهرباء وصيانتها فى الدار،
وقال الشاهدان إنهما حضرا بروفة الفرقة اليونانية، وأشرفا على أعمال الإضاءة والكهرباء مع زميلهما الثالث سعد عبدالحليم، ثم انصرفا مع أعضاء الفرقة عقب انتهائها من عملها بعد منتصف الليل، وأنزلا سكاكين الكهرباء فيما عدا سكينة «السرفيس» ثم علما بالحادث وألمحا فى كلامهما إلى نوم الخفير،
وأشارا إلى وجود أنبوبة بوتاجاز فى البوفيه، بالإضافة للبويات الموجودة فى قاعة الرسم، التى تساعد بطبيعتها على الاشتعال، وأكدا أنهما لا يعتقدان حصول الحريق نتيجة ماس كهربائى، لأنه لو حدث لأغلق المفتاح العمومى للكهرباء، وأكد رجل المطافئ المخصص للدار أن النار كانت «تأكل نفسها»، وكان يصعب السيطرة عليها، فالجدران والأسقف والسلالم كلها من الخشب، والحوائط مدهونة بطبقات من الزيت القابل للاشتعال،
بالإضافة للستائر السميكة، وقال صالح عبدون مدير عام الأوبرا إنه كان خارج القاهرة للإدلاء بصوته فى الانتخابات وحضر صباح اليوم التالى للحريق وفوجئ بالحادث، وأرجع العقيد محمد الظواهرى مدير إدارة الحريق المركزية، سبب انتشار الحريق إلى جدران المبنى المشيدة من الخشب، والمغطاة بالمصيص، والتى تتخللها الأسلاك الكهربائية، ورجح أن يكون الحريق بسبب الأسلاك الكهربائية القديمة، التى لم تتحمل ضغط الكشافات القوية أثناء البروفة، مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة وامتدادها إلى الخشب.
وبعد يوم من الحريق تلقى شوقى المليجى رئيس النيابة تقريراً كان أعد ١٩٦٣ من العقيد محمد الظواهرى يفيد بتنبؤ حدوث كارثة للدار، تؤدى إلى تدميرها، ويشير فى التقرير إلى أن الدار لن تتحمل الإضاءة الحديثة، لأن التوصيلات الكهربائية قديمة، وتسببت فى حرائق كثيرة، بالإضافة إلى أن الدار لم يراع عند بنائها أن تكون الأسقف والسلالم من مواد غير قابلة للحريق، فأغلب تكوينها من الأخشاب القديمة القابلة للاحتراق،
وأشار فى نهاية التقرير إلى ضرورة بناء دار أخرى حديثة، بدلاً منها تتوافر بها وسائل الأمان، وأرفق بالتقرير تصميمات الأوبرا الجديدة على أن تنفذ عام ١٩٦٦، ولكن للأسف صدر قرار بوقف تنفيذها، لأن الوزارة تغيرت فى ذلك الوقت، ورأت الوزارة الجديدة عدم تنفيذه لسوء الحالة الاقتصادية، وأكد ذلك التقرير عندما اكتشفوا نص قرار الخديو إسماعيل بإنشاء دار الأوبرا التى احترقت يقول فيه: «أن تكون دار الأوبرا مؤقتة إلى أن يأتى وقت يمكن فيه إنشاء أوبرا جديدة!».
كما اكتشفت وثيقة مسجلة فى المحكمة المختلطة بتاريخ ١٧ مارس ١٨٧٧ تنص على أن الخديو إسماعيل رهن دار الأوبرا والأرض المقامة عليها للخواجة «إيكاليو لولو» مقابل ٩ ملايين و٧٣ ألف جنيه و٥٨٤ قرشاً.
أما عن اللعنة التى قيلت فى ذلك الوقت فهى ترجع إلى ما قبل إنشاء الأوبرا وقيل: «إن أصحاب الأرض التى أقيمت عليها الأوبرا رفضوا أن يبيعوا بيوتهم للخديو إسماعيل، عندما عرض عليهم شراء منازلهم بسعر رخيص ليقيم الأوبرا مكانها، وفوجئ أصحاب المنازل ذات صباح أن منازلهم كلها تشتعل ناراً، ثم تحولت إلى أنقاض، فاضطروا إلي بيعها للخديو إسماعيل بالسعر الذى حدده حين عرض عليهم شراءها».
وإذا كانت أصابع الاتهام تشير إلى الإهمال أو اللعنات، التى وراء حريق أكبر محافل مصر الفنية والثقافية فى ذلك الوقت، إلا أن لهيب ألسنة النيران مازالت ممتدة فى أماكن عديدة شاهدة على التاريخ، وقد يتكرر ذات السيناريو كما حدث فى الأوبرا مادام الإهمال مستمراً، فحادثا حريق مجلس الشورى والمسرح القومى لم يغيبا عن الذاكرة بعد.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=233061
تعليقات
إرسال تعليق