سلم لي على المهنية يا محافظ الشرقية

سلم لي على المهنية يا محافظ الشرقية
ميلاد حنا زكي


منذ تم نشر خبر إهانة محافظ الشرقية الدكتور سعيد عبدالعزيز، لوالدة كيرلس فاضل حليم، شهيد حادثة كرم القواديس بسيناء، بكلمته الشهيرة لها «ده حياالله مجند مش حاجة»، فضلاً عن أن سيادته لم يف بأي وعد من وعوده بمساعدة الأم المنكسرة الحزينة في مصابها الفادح بفقدها ابنها، والسيد المحافظ المحترم قرر أن يشن حملة شرسة على الجريدة وعلى شخصي بسبب عدم الرجوع إليه في نشر الخبر، وثار وصار يكيل الاتهامات هنا وهناك على القنوات الفضائية.
وقد ترددت كثيرا في الرد على اتهاماته ولكن بعد اتهامه لـ«المصري اليوم» بعدم المهنية في قنوات التوك شو وترويجه لأخبار بمساعدة بعض الصحفيين والمعدين عن إنجازاته التي ظهرت فجأة في مساعدة أكثر من 50 أسرة شهيد وبابه الذي لم يغلق في وجه أحد وطلبات الأهالي الذي استجاب لها، فضلاً عن تكذيبه للخبر الذي نشرته «المصري اليوم»، مشيرا إلى أن أخلاقه لا تسمح له بقول كلمة واحدة في صف الجنود «أنا انبهرت والله».
طيب يا سيادة المحافظ بالنسبة لوالد أحمد سعيد شهيد مذبحة كمين كرم القواديس الذي أرسل يستغيث بعد أن أغلقت أبواب المحافظة في وجهه، وكلفت مدير مكتبك أن يتولى أمره في الطرد وكان يقول له دائما «المحافظ مش فاضي»، وهى ذاتها الردود التي قتلت ابنه مرة أخرى، فيما كان الرجل لا يطلب سوى حياة بسيطة وأمل يعيش عليه بعد موت ابنه الذي دفع حياته للوطن.
لقد خرجت يا سيادة المحافظ من خلال الكثير من المنابر الإعلامية لتتهمنا بعدم المهنية، وقلت إن كل هذا أكاذيب ولم تقل لنا لما هي أكاذيب لماذا لا يوجد مثلا مدرسة باسم الشهيد بالمحافظة قبل كتابة الخبر؟ وسيادتك تمتلك صلاحيات تستطيع من خلالها كسر الروتين، ولماذا لم تقم بتوفير فرصة عمل حتى الآن لأم الشهيد بأي مكان؟، ولماذا هي أكاذيب، أكدت بعد نشر المشكلة أن الموضوع ليس بيدك، إذن لماذا بعد النشر كانت الاستجابة السريعة؟ وخلال يومين فقط، أصبح هناك مدرسة باسم الشهيد، و«لما الموضوع سهل كده ليه الجرس ما كان من الأول؟»
أما بخصوص المهنية فنقول لك أنه بعد نشر موضوعنا قام وزير الدفاع الفريق صبحي صدقي بعد أن علم أن سيادتك تقف حائلا بين أهالي الشهداء وبين مصالحهم أرسل يتقصى عما كتب وما أرسل من شكاوي أهالي الشهداء واتصل المستشار العسكري بوالدة كيرلس فاضل شهيد حادثة القواديس بسيناء، الذي أقسمت له وأكدت على كل كلمة نشرت بـ«المصري اليوم» وأنها لم تجد مساعدة أو معاونة إلا بعد تحرك الإعلام ضد المحافظ.
أما عن الوجه الإنساني الذي لا تعلمه سيادتك، الأم بعد كلمات الإهانة لابنها الشهيد الذي كان يدافع عن بلده، شعرت أنه مات مرة أخرى في هذه اللحظة بل وقالت «دمه راح هدر» بحد تعبيرها، وأخذت تبكى من جديد على فراق ابنها عائل أسرتها، وأخذت تستغيث ببعض الصحفيين والمعدين إلا أنهم لم يبدوا أي اهتمام بمشكلتها إلى أن استغاثت بـ«المصري اليوم» التي عرضت مشكلتها وبأمانة ودون تجن على أي طرف من أطراف المشكلة وبحيادية ومهنية معروفة عن «المصري اليوم».
يا سيادة المحافظ لابد أن تعلم أنك موظف عند الوطن والشعب ولم يكن تعيينك إلا لهذا الغرض خدمة الشعب والوطن وليس إغلاق باب مكتبك في وجه طالبي الحق، ولولا الصحافة التي تتهمها سيادتك بعدم المهنية، لما كانت هناك استجابة سريعة لمشاكلهم، ولولا مصداقية الخبر لما التفت واستجبت.
وأذكرك يا سيادة المحافظ أنني أعلم بواجباتي كصحفي، فكانت النتيجة الإيجابية هي الدليل، وكل ما أتمناه من سيادتكم أن تراعوا «المهنية» في واجبكم الوطني.
ميلاد حنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«برج القاهرة».. 50 عاماً على أكبر فشل لـ«المخابرات الأمريكية»

فى ذكراها المئوية.. رحلة للخلف: الحرب العالمية الأولى 4 سنوات «خراب» فى مصر

السواد يعم "الفيس بوك" و"تويتر" والبعض يرفعون شعار '' الهلال مع الصليب''