مائة عام على إنشاء اللجنة الأوليمبية المصرية
مائة عام على إنشاء اللجنة الأوليمبية المصرية ميلاد حنا زكى ١١/ ١٢/ ٢٠١٠ |
مائة عام هى عمر اللجنة الأوليمبية المصرية وهى منظمة غير ربحية، وتعتبر جزءاً من اللجنة الأوليمبية الدولية، إذ أنشئت ١٩١٠، وبدأت بمشاركة رمزية لمصر بدورة استوكهولم الأوليمبية عام ١٩١٢، ومصر هى الدولة الرابعة عشرة التى انضمت للجنة الأوليمبية الدولية، وقد سميت بالألعاب الأوليمبية نسبة إلى وادى أوليمبيا الذى يقع جنوب اليونان، وأقيمت عليه أول الألعاب الأوليمبية القديمة، بداية من سباق الجرى، ثم توالى انضمام الألعاب الرياضية التى يعود إحياؤها إلى الإنجليزى «ريتشارد كاندر» عام ١٧٦٦، وأقيمت أول دورة أوليمبية فى مدينة أثينا عام ١٨٩٦، وقد نشأت فكرة الأوليمبياد فى عصر التصنيع للرأسمالية الأوروبية، وبدأت كممارسة اجتماعية، بعدما عرفت البشرية الصناعة. وهذا ما أوضحه كتاب «تاريخ الألعاب الرياضية» للكاتب إبراهيم علام، والموقع الرسمى للحركة الأوليمبية المصرية بداية من ثلاث حركات فكرية وثقافية كبرى، كان لها الفضل فى تأسيس الحركة الأوليمبية الدولية، ثم مروراً بعدة مراحل أهمها تنظيم أول دورة أوليمبية يونانية شاملة على يد يونانى، وبتأييد من الملك اليونانى، وذلك فى أثينا فى ١ أكتوبر عام ١٨٥٩، ومن ثم أقيمت أربع مرات أخرى فى أعوام ١٨٧٠، و١٨٧٦، و١٨٨٧، و١٨٨٩، ولكنها لم تستمر نتيجة سوء التنظيم ومشاركة اليونانيين فيها فقط، وبالرغم من تنظيمها غير المتكامل، فإن تلك الدورة كانت رمزا مهماً لولادة الألعاب الأوليمبية رسمياً، وعليه صعدت الألعاب الأوليمبية إلى خشبة المسرح التاريخى فى نهاية المطاف فاتحة صفحة جديدة فى تاريخ الحضارة البشرية، وخلال هذه الفترة تم تأسيس اتحاد الجمباز الدولى عام ١٨٨١، وهو الأول من نوعه، وفى عام ١٨٨٧ اكتشفت كمية كبيرة من الآثار من أطلال الأوليمبياد القديمة والمعروضة فى برلين، مما أدى إلى تطلع الناس إلى الأوليمبياد، وهم يأملون فى أن تعود الأوليمبياد إلى الحياة من جديد، ونظراً لحاجة المسابقات والتبادلات الدولية تأسست منظمات دولية لمختلف الألعاب على التوالى حتى أنشئت اللجنة الأوليمبية المصرية عام ١٩١٠، بمبادرة من فكرة المشاركات السابقة مثل أول لاعب مصرى اشترك فى مباريات رياضية دولية خارج مصر فهو «مسيو أنجلو بولاناكى» عام ١٩٠٣م، من أهالى الإسكندرية، يونانى الأصل وحاصل على الجنسية المصرية، وذلك بتدعيم الخديو عباس حلمى الثانى، والأمير عمر طوسون، فكان بولاناكى ينشر الوعى للمصريين بأهمية هذه الدورات. وعين بولاناكى فى اللجنة الأوليمبية الدولية بمصر، وفى عام ١٩١٠م، أنشئت اللجنة الأوليمبية تحت رعاية الخديو، وكانت مؤلفة من الأمير عمر طوسون رئيساً، وأمين يحيى باشا أميناً، ومسيو بولاناكى سكرتيراً، وأحمد زيور باشا محافظ الإسكندرية وقتئذ. واهتم الخديو بهذا الأمر اهتماماً كبيراً وشجع الرياضة وأبدى رضاه التام عمن قاموا به فى أوليمبياد عام ١٩١٢ بالسويد، وقرر إقامة حفلة كبيرة لهذه المناسبة، ولكنها ألغيت لاندلاع الحرب العالمية الأولى، وتحت عنوان رعاية الدولة لتشجيع الرياضة اكتتب السلطان فؤاد بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه مصرى لإنشاء ملعب، وذلك فى ٢٩ أكتوبر عام ١٩١٩، كما تبرع الأمير عمر طوسون بألفى جنيه مصرى للغرض نفسه، وذلك لأنهم لاحظوا انهيار الرياضة فى ذاك الوقت، وبعد قيام ثورة ١٩١٩، انطلقت فى عروق الشباب دماء جديدة طاردت الخمول والجمود نحو الرياضة والاتجاه مرة أخرى إلى الدورات الأوليمبية، وعاونت وزارة المعارف العمومية اللجنة الأوليمبية المصرية على أن تشترك فى دورة إنفرس عام ١٩٢٠، وكان حضور مصر فى هذه الدورة يعد المرة الأولى فى كرة القدم ورفع الأثقال، ولكن لم يحالفها الحظ، وفى أوليمبياد ١٩٢٤ بزغ محمود مختار رفاعى الشهير «بالتتش» فى رياضة كرة القدم وأحبه الجميع، وصادف التتش وقت الدورة، وقت امتحان شهادة الكفاءة فى مصر (الثانوية العامة حالياً)، وقرر والداه عدم سفره من أجل الدراسة، ولكن بعد محاولات من المسؤولين تدخل سعد زغلول وأقنع والديه بأن يسافر إلى دورة الألعاب، وترسل أوراق الامتحان إلى المفوضية المصرية ويمتحن هناك، ثم توالت نجاحاته حتى إنه سافر إلى طوكيو وحقق نجاحاً فى دورة الأوليمبياد بها، وبعد فترة أحس بالتعب مع كبر السن فقرر الاعتزال، فغضبت منه أم كلثوم وقالت «لو اعتزل التتش سوف أعتزل الغناء»، ونظراً لتلك الكلمات المؤثرة ذهب التتش وشرح لها الموقف، وأنه لن يستطيع اللعب مرة أخرى، وبعد إلحاح منه اقتنعت أم كلثوم وحزنت مصر من أجل اعتزاله، وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر بمنحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى، إلا أن أول من حصل على الميدالية الذهبية فى الأوليمبياد، هو السيد نصير، وذلك فى عام ١٩٢٨ فى دورة أمستردام، وفاز بأول ميدالية ذهبية فى رياضة رفع الأثقال والمصارعة، وكتب عنه أمير الشعراء أحمد شوقى وقال: شرفا نصير ارفع جبينك عاليا وتلق فى أوطانك الإكليلا
وفى دورة الألعاب الأوليمبية عام ١٩٣٦ ببرلين فى ألمانيا ظهر البطل محمد طاهر باشا العضو المسؤول فى اللجنة الأوليمبية المصرية، والذى استدعاه هتلر وقال له: «اعتبر أنك فى وطنك الثانى، وأن لمصر أن تفتخر بك»، كما لمع النجم خضر التونى فى رفع الأثقال حتى إن هتلر كان واثقا من رجاله فى هذه اللعبة، ويحضر كل التصفيات وفوجئ فى النهائى بفوز المصرى «خضر التونى»، وهنأه وقال له: «كم كنت أتمنى أن تكون ألمانياً». لينك الموضوع : http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=280533 |
تعليقات
إرسال تعليق