أحمد إحسان : لقب العائلة على اسم عازف ناى
أحمد إحسان: لقب العائلة على اسم عازف ناى
حوار ميلاد حنا زكى
لم تختلف نفس المبادئ والقيم التى تربى عليها إحسان عبدالقدوس عن تلك التى ربى عليها ابنيه أحمد ومحمد، فقد كفل لهما حرية اختيار طريقهما ومستقبلهما وقناعاتهما ولم يصادر على خياراتهما.
وكان «إحسان» قدوة لابنيه وكان لهما رمزا للحرية والمبادئ «المصرى اليوم» حاورت المهندس أحمد عبدالقدوس لرصد الجانب الآخر لحياة إحسان عبدالقدوس.. وإلى نص الحوار:
■ جد والدك هو الشيخ أحمد رضوان فمن أين جاء لقب «عبدالقدوس»؟
- هذا اللقب «دخيل» على العائلة أو قل هو اسم مركب فقد عرف عن جدى الكبير أنه كان يقيم سهرات غنائية فى بيته وكان يحضر لها عبده الحمولى وغيره، ومن حبه للفن كان له صديق قبطى يعزف الناى اسمه عبدالقدوس وعندما ولد جدى محمد اسماه أبوه اسما مركبا بأن أضاف اسم العازف القبطى لاسمه فصار اسمه مركبا «محمد عبدالقدوس» وتدريجيا اختفى لقب العائلة القديم رضوان الجد الأكبر.
■ ومن هو الذى علم إحسان الصحافة؟
- الذى أحب إحسان وعلمه هو محمد التابعى وهو أيضا الذى شهد على عقد زواج أبى فى حين كانت الأسرة كلها رافضة لهذا الزواج.
■ ولماذا نهرته الأم روزاليوسف عند دخوله مجال الصحافة؟
- كانت جدتى تتخذ موقفا مضادا لعمله فى الصحافة فى البداية لأنها خافت عليه من مغبة المعارك الصحفية والسياسية حتى إنه تحايل عليها وأرسل ذات مرة قصيدة باسم مستعار للمجلة ونشرت وعندما عرفت نهرته وطلبت منه أن يهتم بدراسته.
■ خوف «روزاليوسف» كان فى محله خاض إحسان العديد من المعارك الصحفية.. هل تتذكر شيئاً منها؟
- أولى هذه المعارك مقالة بعنوان «هذا الرجل يجب أن يرحل» وكان يريد فيها رحيل المندوب السامى البريطانى، وتعرض لأول مرة للاعتقال بسبب مقال كتبه، وكانت المرة الثانية والأشهر عن مقاله «الجمعية السرية التى تحكم مصر» مطالب فيها من مجلس قيادة الثورة بتشكيل حزب سياسى ينافس الأحزاب القديمة بدلا من حلها، وهو ما أدى لاعتقاله لمدة ثلاثة شهور، ولم تسكت الأم على هذا حتى توصلت إلى رقم التليفون الشخصى لـ«جمال عبدالناصر» وانتهت الأزمة بمأدبة عشاء فى منزل «ناصر» الذى كان بطبيعته يحب إحسان عبدالقدوس ولكنه كان لا يحب كتاباته السياسية لشجاعتها، وتوقف إحسان عن الكتابة السياسية لفترة وانصرف لإبداعه الأدبى كلية واستوعب إحسان أن حرية الكتابة غير موجودة فى هذا الوقت فاتجه إلى الأدب ولم يعد للكتابة السياسية إلا فى عهد أنور السادات.
■ نعرف أن علاقته بضباط ثورة يوليو تأرجحت ما بين تواصل وخصومة؟
- بالنسبة للرؤساء فكان بينه وبين قيادة الثورة علاقة صداقة، وكانوا يأتون إليه كثيرا، وظلت العلاقة طيبة إلى أن صدر قرار الرقابة على الصحف فى مارس ١٩٥٤ وبدأ إحسان ويوسف صديق وخالد محيى الدين يطالبون بالديمقراطية والحياة الحزبية، وكتب إحسان مقالات فى هذا الشأن مما أدى إلى اعتقاله وظل ٣ أشهر فى السجن الحربى، وغضبت الأم فاطمة اليوسف من مجلس قيادة الثورة حتى أنها منعت نشر أى شىء عن الثورة ولم تتراجع حتى خرج إحسان من المعتقل وتوترت العلاقة إلى حد ما مع مجلس قيادة الثورة ولم تعد الأمور لطبيعتها حتى بعد تأميم «روزاليوسف» ترك عبدالناصر إحسان كما هو فى منصبه وظلت العلاقة سيئة حتى توفى عبدالناصر.
أما عن إحسان والسادات فكانا صديقين وكان يحرص على مجاملتنا فى كل المناسبات ويحرص على حضور عيد ميلاد إحسان فى بيته، أما علاقته بالرئيس مبارك فكان الرئيس مبارك يقدر إحسان كثيرا وكرمه
■ هل ما يتردد بشأن قصة «فى بيتنا رجل» صحيح؟
- هذه القصة قبل الثورة وقت اغتيال أمين عثمان وكان المتهم فى هذا الاغتيال أنور السادات وحسين توفيق، وهرب السادات خارج القاهرة ولكن حسين توفيق لم يستطع وعرضت مكأفاة ١٠٠٠ جنيه لمن يدل على حسين توفيق ولم يستطع رجال الثورة إخفاءه فلجأوا إلى إحسان عبدالقدوس بدافع أنه بعيد عن الشبهات وبالفعل وافق ودخل ليلاً إلى المنزل ومعه حسين توفيق وخصصت والدته له غرفة تغلق عليه ولا يخرج منها إلا بعد الاستئذان حتى لا يراه الطباخ.
وفى يوم من الأيام خرج وشاهده الطباخ من بعيد فرجع مسرعا إلى الغرفة وقال لوالدة إحسان إن الطباخ رأه، فطلبت من «إحسان» أن يخرج بنفس ملابس «توفيق» حتى يراها الطباخ ويتأكد أنه إحسان وليس شخصا غريبا، وقد استوحى إحسان من هذه الحادثة فكرة «فى بيتنا رجل».
■ وما سبب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة؟
- كان هذا إثر حملته الصحفية على صفقة الأسلحة الفاسدة التى كشف عنها على صفحات «روزاليوسف» بعد حصوله على وثائق قدمها له الضباط الأحرار، خاصة أن هجومه طال بعض كبار الضباط وبعض أمراء العائلة المالكة.
■ وما هو أكثر وصف أعجبك لإحسان الصحفى والأديب والإنسان؟
- مقولة صلاح جاهين عنه «الكاتب المصرى صحى شعبنا النعسان.. وعلمه كلمة الحرية والإنسان.. وكلمة الثورة أهداها لكل لسان.. عاشت بلادنا وعاش الكاتب المصرى.. وعشت للشعب كاتب مصرى يا إحسان».
حوار ميلاد حنا زكى
لم تختلف نفس المبادئ والقيم التى تربى عليها إحسان عبدالقدوس عن تلك التى ربى عليها ابنيه أحمد ومحمد، فقد كفل لهما حرية اختيار طريقهما ومستقبلهما وقناعاتهما ولم يصادر على خياراتهما.
وكان «إحسان» قدوة لابنيه وكان لهما رمزا للحرية والمبادئ «المصرى اليوم» حاورت المهندس أحمد عبدالقدوس لرصد الجانب الآخر لحياة إحسان عبدالقدوس.. وإلى نص الحوار:
■ جد والدك هو الشيخ أحمد رضوان فمن أين جاء لقب «عبدالقدوس»؟
- هذا اللقب «دخيل» على العائلة أو قل هو اسم مركب فقد عرف عن جدى الكبير أنه كان يقيم سهرات غنائية فى بيته وكان يحضر لها عبده الحمولى وغيره، ومن حبه للفن كان له صديق قبطى يعزف الناى اسمه عبدالقدوس وعندما ولد جدى محمد اسماه أبوه اسما مركبا بأن أضاف اسم العازف القبطى لاسمه فصار اسمه مركبا «محمد عبدالقدوس» وتدريجيا اختفى لقب العائلة القديم رضوان الجد الأكبر.
■ ومن هو الذى علم إحسان الصحافة؟
- الذى أحب إحسان وعلمه هو محمد التابعى وهو أيضا الذى شهد على عقد زواج أبى فى حين كانت الأسرة كلها رافضة لهذا الزواج.
■ ولماذا نهرته الأم روزاليوسف عند دخوله مجال الصحافة؟
- كانت جدتى تتخذ موقفا مضادا لعمله فى الصحافة فى البداية لأنها خافت عليه من مغبة المعارك الصحفية والسياسية حتى إنه تحايل عليها وأرسل ذات مرة قصيدة باسم مستعار للمجلة ونشرت وعندما عرفت نهرته وطلبت منه أن يهتم بدراسته.
■ خوف «روزاليوسف» كان فى محله خاض إحسان العديد من المعارك الصحفية.. هل تتذكر شيئاً منها؟
- أولى هذه المعارك مقالة بعنوان «هذا الرجل يجب أن يرحل» وكان يريد فيها رحيل المندوب السامى البريطانى، وتعرض لأول مرة للاعتقال بسبب مقال كتبه، وكانت المرة الثانية والأشهر عن مقاله «الجمعية السرية التى تحكم مصر» مطالب فيها من مجلس قيادة الثورة بتشكيل حزب سياسى ينافس الأحزاب القديمة بدلا من حلها، وهو ما أدى لاعتقاله لمدة ثلاثة شهور، ولم تسكت الأم على هذا حتى توصلت إلى رقم التليفون الشخصى لـ«جمال عبدالناصر» وانتهت الأزمة بمأدبة عشاء فى منزل «ناصر» الذى كان بطبيعته يحب إحسان عبدالقدوس ولكنه كان لا يحب كتاباته السياسية لشجاعتها، وتوقف إحسان عن الكتابة السياسية لفترة وانصرف لإبداعه الأدبى كلية واستوعب إحسان أن حرية الكتابة غير موجودة فى هذا الوقت فاتجه إلى الأدب ولم يعد للكتابة السياسية إلا فى عهد أنور السادات.
■ نعرف أن علاقته بضباط ثورة يوليو تأرجحت ما بين تواصل وخصومة؟
- بالنسبة للرؤساء فكان بينه وبين قيادة الثورة علاقة صداقة، وكانوا يأتون إليه كثيرا، وظلت العلاقة طيبة إلى أن صدر قرار الرقابة على الصحف فى مارس ١٩٥٤ وبدأ إحسان ويوسف صديق وخالد محيى الدين يطالبون بالديمقراطية والحياة الحزبية، وكتب إحسان مقالات فى هذا الشأن مما أدى إلى اعتقاله وظل ٣ أشهر فى السجن الحربى، وغضبت الأم فاطمة اليوسف من مجلس قيادة الثورة حتى أنها منعت نشر أى شىء عن الثورة ولم تتراجع حتى خرج إحسان من المعتقل وتوترت العلاقة إلى حد ما مع مجلس قيادة الثورة ولم تعد الأمور لطبيعتها حتى بعد تأميم «روزاليوسف» ترك عبدالناصر إحسان كما هو فى منصبه وظلت العلاقة سيئة حتى توفى عبدالناصر.
أما عن إحسان والسادات فكانا صديقين وكان يحرص على مجاملتنا فى كل المناسبات ويحرص على حضور عيد ميلاد إحسان فى بيته، أما علاقته بالرئيس مبارك فكان الرئيس مبارك يقدر إحسان كثيرا وكرمه
■ هل ما يتردد بشأن قصة «فى بيتنا رجل» صحيح؟
- هذه القصة قبل الثورة وقت اغتيال أمين عثمان وكان المتهم فى هذا الاغتيال أنور السادات وحسين توفيق، وهرب السادات خارج القاهرة ولكن حسين توفيق لم يستطع وعرضت مكأفاة ١٠٠٠ جنيه لمن يدل على حسين توفيق ولم يستطع رجال الثورة إخفاءه فلجأوا إلى إحسان عبدالقدوس بدافع أنه بعيد عن الشبهات وبالفعل وافق ودخل ليلاً إلى المنزل ومعه حسين توفيق وخصصت والدته له غرفة تغلق عليه ولا يخرج منها إلا بعد الاستئذان حتى لا يراه الطباخ.
وفى يوم من الأيام خرج وشاهده الطباخ من بعيد فرجع مسرعا إلى الغرفة وقال لوالدة إحسان إن الطباخ رأه، فطلبت من «إحسان» أن يخرج بنفس ملابس «توفيق» حتى يراها الطباخ ويتأكد أنه إحسان وليس شخصا غريبا، وقد استوحى إحسان من هذه الحادثة فكرة «فى بيتنا رجل».
■ وما سبب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة؟
- كان هذا إثر حملته الصحفية على صفقة الأسلحة الفاسدة التى كشف عنها على صفحات «روزاليوسف» بعد حصوله على وثائق قدمها له الضباط الأحرار، خاصة أن هجومه طال بعض كبار الضباط وبعض أمراء العائلة المالكة.
■ وما هو أكثر وصف أعجبك لإحسان الصحفى والأديب والإنسان؟
- مقولة صلاح جاهين عنه «الكاتب المصرى صحى شعبنا النعسان.. وعلمه كلمة الحرية والإنسان.. وكلمة الثورة أهداها لكل لسان.. عاشت بلادنا وعاش الكاتب المصرى.. وعشت للشعب كاتب مصرى يا إحسان».
تعليقات
إرسال تعليق