«الإخوان» فى البرلمان.. عنوان لصراع لا ينتهى مع الحكومات
«الإخوان» فى البرلمان.. عنوان لصراع لا ينتهى مع الحكومات ميلاد حنا زكى ٢٧/ ١١/ ٢٠١٠ |
بدأت فكرة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية تتبلور فى ذهن المرشد الأول حسن البنا عام ١٩٤٢، ولم تسمح الجماعة إلا للبنا وحده بخوض الانتخابات فى دائرة الإسماعيلية، وعندما علم الإنجليز بترشح البنا خافوا على مصالحهم بعد هجومه على الإنجليز والسياسة البريطانية هجوماً شديداً مما أدى إلى اعتقاله. وخوفاً من شعبية البنا، ضغط الإنجليز على الحكومة المصرية مرة أخرى بهدف منعه من خوض الانتخابات، ففاوضه النحاس باشا، رئيس الوزراء، على التنازل عن الترشح مقابل عدم حل الجماعة، فوافق البنا على الانسحاب بعد شروط قبلتها الحكومة، منها إلغاء البغاء والسماح بإصدار جريدة يومية للإخوان المسلمين، وهذا ما أكده «محمود عبدالحليم» فى كتابة «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ». مشاركة البنا وانسحابه كانا مثار حديث الجميع، حتى قال الشيخ «محمد أبوزهرة»، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة فى حوار بمجلة الإخوان المسلمين: «إن ترشح بعض الإخوان أمر جد واجب لأنه يحمى الجماعة وينشر دعوتها ويفيد الحياة النيابية فى مصر». وأدرك الجميع مدى أهمية أن يكون للإخوان أعضاء فى البرلمان، كما أوضح كتاب «النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص» للكاتب «أحمد عادل كمال»، الذى قال: «عندما قررت الجماعة تقديم البنا مرشحاً تعرضت لشتى أنواع القمع الإعلامى، وعند حل مجلس النواب يوم ١٥ نوفمبر ١٩٤٤، وتحديد ٨ يناير سنة ١٩٤٥ موعداً لإجراء الانتخابات، رشح البنا نفسه مرة أخرى فى دائرة الإسماعيلية مع خمسة آخرين من الإخوان، وهذه المرة فشلت كل الضغوط التى مارسها الإنجليز لإقناع البنا بعدم الترشح، وكانت النتيجة إعادة الانتخابات بين البنا والدكتور سليمان عيد متعهد توريد الأغذية لقوات الجيش البريطانى فى منطقة القناة». وفى معركة الإعادة يذكر الأستاذ «محمود الصباغ» فى كتابة «حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين»، أن الإنجليز والحكومة تدخلا بصورة أكثر سفوراً، وظهر ذلك من خلال طرد الحاكم العسكرى البريطانى مندوب حسن البنا من اللجان الانتخابية، وقام مندوبو الحزب السعدى بملء الصناديق بالأصوات المؤيدة لهم، كما تولت سيارات الجيش البريطانى نقل العمال من المعسكرات البريطانية إلى صناديق الانتخابات للتصويت لصالح الدكتور عيد ببطاقات مزورة. كانت نتيجة التزوير والتدخل البريطانى هى سقوط جميع مرشحى الإخوان، وعندما أعُلن فوز مرشح الحكومة فى الإسماعيلية كادت تحدث فتنة لولا تدخل البنا حيث خطب فى الجموع قائلاً: «اكظموا غيظكم وانصرفوا إلى منازلكم وبلادكم مشكورين مأجورين لتفوتوا على أعدائكم فرصة الاصطدام بكم. إن عجز أمة أن تدفع بأحد أبنائها إلى البرلمان ليقول كلمة الحق والسلام لدليل على أن الحرية رياء وهباء، وأن الاستعمار سر البلاء». وبعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، طلب رجال الثورة من الإخوان اقتراح أسماء للاشتراك فى الوزارة، فرشح مكتب الإرشاد ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن جمال عبدالناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصرى، أمثال: الشيخ أحمد حسن الباقورى، والشيخ محمد الغزالى، ولذا رفضوا ترشيح المرشد وزيراً، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقورى، فقبل مبدئياً وأبلغ الإخوان بذلك، ولكن وزارة الثورة اشترطت عليه الاستقالة من الجماعة ففعل، لتنتهى بذلك صفحة الإخوان من الحياة السياسية، منتظرة صفحة جديدة مع عهد الرئيس السادات. وعادت فكرة دخول البرلمان مرة أخرى تلح عليهم حتى تحقق الحلم فى هذه المرة بشكل فردى، فقد نجح نائب واحد للإخوان هو الشيخ «صلاح أبوإسماعيل» فى انتخابات ١٩٧٦، وجاء هذا الفوز الفردى بمثابة إعلان ميلاد الجماعة والحركة الإسلامية بشكل عام من جديد بعدما واجهته على يد النظام الناصرى من اعتقالات ومنع من ممارسة السياسة بشكل علنى. وفى انتخابات سنة ١٩٧٩ نجح اثنان هما الشيخ صلاح أبوإسماعيل والحاج حسن الجمل. http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=278815&IssueID=1967 |
تعليقات
إرسال تعليق