كيف تكون قياديا ناجحا ؟
كيف تكون قياديا ناجحا ؟ | |||
ميلاد حنا زكي | |||
كيف تكون زعيما لحزب سياسي أو قائدا لجمعية أهلية أو مجموعة من الناس أو لإحدي الهيئات والمؤسسات؟! كيف تمارس ديموقراطية القيادة وتستمع للآخرين وتدير شئون مؤسسة بقدراتها وإمكاناتها المحدودة. في أمريكا مثلا يدرك الأمريكيون أن القيادة الرشيدة هي أساس نجاح العمل المؤسسي في أي هيئة أو مؤسسة, لذا تعطي جميع المؤسسات في أمريكا لهذا الموضوع أولوية خاصة فهناك العديد من برامج تكوين وبناء القيادات الشابة في كل الهيئات الأمريكية وتسهم الجامعات الأمريكية بتخصصاتها المختلفة في بناء هذه البرامج وتطبيقها علي القيادة الشابة في كل تخصص مهني, حيث يبني البرنامج علي أساس طبيعة التخصص المهني للقيادة والدور أو الأدوار المنوط القيام بها وطبيعة عمل المؤسسة التي يعمل لديها. فهناك عدة محاور لتنفيذ هذا البرنامج علي جميع الشباب الذين تم اختيارهم باعتبارهم قيادات واعدة حيث يتم الآتي: المحور الأول: تعريف القيادة بنفسها ويتم من خلال خبراء يقومون باختبار المتقدمين لتحديد من تنطبق عليه مقومات محددة ثم يبدأ برنامج تعريف القيادة بقدراتها الشخصية وسماتها المختلفة لتعظيم الجوانب الإيجابية, وللتخلص من السمات السلبية. المحور الثاني: تعريف القيادة الشابة باللوائح والقوانين التي تحكم نشاط مؤسسته وتعريفه بكل الأنشطة والهيئات التابعة وكيف تعمل وكيف تدار. المحور الثالث: تعريف القيادة بالمجتمع الأمريكي وطبيعته التعددية من الجوانب الثقافية واللغوية والدينية والعرقية والسياسية والاقتصادية, وتعريف القيادة الشابة بكل دقة تفاصيل الحياة. المحور الرابع: التركيز علي تعليم الحياة الأمريكية بكل مكوناتها من حيث طبيعة الحياة والمعيشة والسلوكيات في المنزل والمدرسة والجامعة وفي الشارع والمرور وجميع السلوكيات الخاصة بالانضباط والإتيكيت. المحور الخامس: تعريف القيادة الشابة بالتاريخ الأمريكي وتطوراته المختلفة وبالدستور الأمريكي وأحكامه وشكل النظام السياسي وطبيعة الإعلام الأمريكي والأدوار التي يقوم بها, وكيف يتفاعل مع الرأي العام. ثم يأتي دور مهارات القيادة وأهمها مهارة الخطابة وبناء خطاب سياسي متكامل وإدارة الحديث والحوار مع الجمهور بشكل ودي ودون تعصب أو توتر مع الاهتمام بالحضور وتركيز النظر علي كل منهم وفي جميع الاتجاهات وإضفاء روح الدعابة لجذب الانتباه والاستماع الجيد للناس والإنصات لما يقولون وإبداء الاهتمام الكامل بهم جميعا وللمتحدث خصوصا ومن أهم الخبرات المطلوبة أيضا الوضوح مع الناس والأمانة, ويتطلب ذلك أيضا التعرف علي سبل استخدام الدعاية ووسائل الإعلام كأداة من أدوات الإقناع خاصة الرسائل التكنولوجية الحديثة كالإنترنت ورسائل SMS والتليفون والراديو والتليفزيون. إذا كانت هذه هي ملامح صنع القيادة الشابة فإن الأمر الأهم هو البحث عنها ويركز المجتمع الأمريكي في إعداده للقيادات الشابة علي عملية البحث عن هذه القيادات في أوساط الشباب سواء بالمدارس أو الجامعات أو غيرها وهناك جهات أساسية تعمل في إطار هذا الهدف أهمها مؤسسة الشباب في خدمة أمريكا وهدفها دعم ملايين الشباب في مجالات العمل العام المختلفة وخدمة المجتمع. ويمكن الاستفادة من البرامج الأمريكية لصناعة القيادات الشابة وتطبيقها في مصر, خاصة أن بلدنا لا تفتقر للعناصر الواعدة ولكنها تفتقر للتخطيط والإرادة لتوظيف ثرواتها البشرية. |
تعليقات
إرسال تعليق