مقرئات الزمن الجميل: سكينة حسن وكريمة العدلية ونبوية.. أشهر المقرئات اللائى ذاع صيتهن فى رمضان 

    ميلاد حنا    ١٤/ ٧/ ٢٠١٤
سكينة حسن
لم تكن الروح القوية التى انبعثت فى أصوات ومواهب قراء القرآن مقصورة فقط على الرجال، بل كانت هناك قارئات شهيرات للقرآن الكريم عبر التاريخ الإسلامى، عرفت مصر المقرئات فى بداية القرن العشرين عن طريق السيدات اللائى كن يأتين لإحياء ليالى المآتم عند السيدات، واحترفن بعد ذلك بترتيل القرآن، وتعتبر السيدة «سكينة حسن» أول قارئة قرآن تسجل بصوتها آيات قرانية على أسطوانات فى مطلع القرن العشرين، كما تعتبر السيدة «نبوية النحاس» ذات الصوت القوى والرنان آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة، وفى المناسبات الدينية، وفى المآتم والأفراح، وكان الاستماع إليها مقصوراً على السيدات وكان بمسجد الحسين قسم خاص للسيدات يدخلن إليه من باب خاص، وكانت السيدة نبوية هى واحدة من ثلاث سيدات اشتهرن فى نفس الوقت وهن السيدة كريمة العدلية والسيدة منيرة عبده والسيدة نبوية.
أما عن أشهر المقرئات هى السيدة «كريمة العدلية» التى ظهرت فى عصر الشيخ على محمود والشيخ منصور بدار ووصل صوتها للعالم العربى كله من خلال الميكروفون أيام الإذاعات الأهلية، وعاشت حتى تم تمصير الإذاعة وظلت تذيع القرآن الكريم بصوتها العذب إلى فترة الحرب العالمية الثانية وكان الشيخ على محمود يفضل صوتها على أصوات بعض القراء، ولم يسبق الشيخة كريمة العدلية واحدة من السيدات اللاتى احترفن ترتيل القرآن وإنشاد المدائح النبوية إلا السيدة «أم محمد» التى ظهرت فى عصر محمد على وكان من عادتها إحياء ليالى شهر رمضان الكريم فى حرملك الوالى، وكانت تقوم بإحياء ليالى المآتم فى قصور قواد الجيش وكبار الدولة، وكانت موضع إعجاب محمد على وأمر بسفرها إلى اسطنبول لإحياء ليالى شهر رمضان فى حرملك السلطان وماتت الشيخة «أم محمد» فى أواخر حكم محمد على ودفنت فى مقبرة أنشئت لها خصيصاً فى الإمام الشافعى.
أما الشيخة منيرة عبده، يذكر الكاتب محمود السعدنى فى كتابه «ألحان السماء» وصل صوتها إلى العالم العربى عبر ميكروفونات الإذاعة الأهلية المصرية، عندما قرأت لأول مرة فى عام ١٩٢٠ وكانت فتاة صغيرة فى الثامنة عشرة من عمرها، وكانت كفيفة وأحدث ظهورها ضجة كبرى فى العالم العربى ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت الشيخة منيرة عبده نداً للمشايخ الكبار وذاع صيتها خارج مصر وتهافتت الإذاعات الأهلية على التعاون معها، كما عرض عليها أحد التجار الأثرياء التوانسة إحياء شهر رمضان فى قصره بصفاقس وبأجر ألف جنيه سنة ١٩٢٥ ولكنها رفضت وفضلت البقاء والتلاوة فى القاهرة وقرر التاجر التونسى قضاء شهر رمضان فى مصر لأجل سماعها وهى ترتل القرآن الكريم، وعندما أنشئت الإذاعة الرسمية فى القاهرة كانت الشيخة منيرة فى طليعة الذين رتلوا القرآن من خلال موجاتها وكانت تتقاضى خمسة جنيهات فى الوقت الذى كان يتقاضى فيه الشيخ رفعت عشرة جنيهات.
ولم يستمر للقارئات وجود بعد إلا واحدة وهى السيدة نبوية حيث أفتى بعض المشايخ الكبار بأن صوت المرأة عورة وكان ذلك قبل الحرب العالمية الثانية بقليل، واختفت الشيخة منيرة من الإذاعة المصرية.

http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=431023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«برج القاهرة».. 50 عاماً على أكبر فشل لـ«المخابرات الأمريكية»

فى ذكراها المئوية.. رحلة للخلف: الحرب العالمية الأولى 4 سنوات «خراب» فى مصر

السواد يعم "الفيس بوك" و"تويتر" والبعض يرفعون شعار '' الهلال مع الصليب''