النقيب مجدى كمال يفتح الصندوق الأسود لعملية الشلوفة: اختراق الحصون الإسرائيلية وعبور القناة تسببا فى فضيحة عالمية للعدو

  حوار   ميلاد حنا    ٢٨/ ٢/ ٢٠١٤
تصوير - إيمان هلال
مجدى كمال أثناء حواره لـ «المصرى اليوم»
«الشلوفة».. عملية جريئة، أكدت عدم استسلام المصريين لـ«المحتل»، بعد اقتحام القوات المصرية حصون تل أبيب، فى منطقة الشلوفة، بسيناء عام ١٩٧٠، وقتل وإصابة ٢٠ إسرائيليا، وأسر ٢ من بينهم، ما دفع إسرائيل إلى الرد بصورة هستيرية، من خلال ضربها مصنع الحديد والصلب فى منطقة أبو زعبل، بالمخالفة للأعراف الدولية، ما أدى إلى قتل ٧٠ وإصابة ٦٩ عاملا.
المقدم مجدى كمال، قائد عمليات فرقة «سرية مشاة»، التى نفذت أكبر عملية فى حرب الاستنزاف، يفتح الصندوق الأسود لعملية الشلوفة.
قال قائد عملية الشلوفة، إنها واحدة من أهم عمليات حرب الاستنزاف، التى أُسر خلالها جنديان من قلب حصون إسرائيل.
وأوضح أن القوات المسلحة خططت لمهمة الشلوفة، بعبور القناة، والاتجاه إلى سيناء، والبقاء خلف الساتر الترابى لتنفيذ العملية، وبعد دراسة جيدة للإسرائيليين، وجدنا أننا أمام ٣ أعمال يجريها العدو يوميا، على شاطئ القناة.
أولها، دورية طائرة مروحية، من بور فؤاد إلى بور توفيق، والثانى، مجموعة طائرات هليكوبتر، تمشط منطقة، خلف الساتر، للتأكد من عدم وجود متسللين داخل المنطقة، والثالث، دورية مجنزرة على الطريق الأساسى.
وتابع، اكتشفنا أن جميع العمليات الرقابية تنتهى، ١٠ صباحا، وهنا بدأ التفكير فى استغلال الوقت، الخالى من الرقابة لضرب أهداف إسرائيلية، واتفقنا على وضع ألغام على طريق القناة، الذى تمر من خلاله دورية مجنزرة يومية، للتأمين وقررنا الاشتباك معها والعودة مرة أخرى.
وأوضح كمال، أن الفرقة المكلفة بالمهمة، تدربت جيدا، دون أن تعلم أنها سوف تنفذ عملية داخل الحصون الإسرائيلية،
واستهدفت الخطة اقتحام الحصون الإسرائيلية، ١٠ مساءً، يوم ١٠ فبراير ١٩٧٠، وتنفذ العملية، صباح، ١١ فبراير، بمساعدة فرقة «سرية مشاة»، فريق الضفادع البشرية، الذى استبق الفريق المنفذ للعملية، وسبح للضفة الأخرى من القناة، وتولى ربط حبل بين ضفتى القناة، ليتمكن الجنود من الوصول إلى الشاطئ الآخر بالقوارب دون تجديف، إضافة إلى فريق آخر يقتحم منطقة الألغام، الموجودة خلف الساتر الترابى، وإزالة الألغام، والفريق المنفذ للعملية، الذى أقوده، ومعى ملازم أول حمدى الدكر، وملازم محمد حسن، و١٦ فرد صف ضابط وجندى، لتنفيذ العملية والاشتباك مع العدو.
وقال كمال: نفذت الضفادع البشرية المهمة المكلفة بها، الساعة ٢ صباح، ١١ فبراير، وعندما استعدت الفرقة للعبور، اكتشفت أن الحبل فالت، بسبب شدة التيار، وتابع، كنا أمام خيار صعب، وهو إما إلغاء العملية أو تنفيذها وتعرض الفرقة لخطر كشف العملية.
وقررنا التنفيذ، وكلفنا الفرقة بالتجديف، ما أدى إلى تغير المواعيد المتفق عليها، نظرا للوصول إلى الضفة الأخرى للقناة نهارا، وتعد العملية، أول عبور واقتحام للقناة نهارا، وعبرنا وتمركزنا أسفل الساتر الترابى، انتظارا لعبور وحدات المراقبة، التى تؤمن القناة للعدو.
وأضاف «كمال» تركنا مجموعة عددها ٩ أفراد للتأمين عند الشاطئ، وتحرك ١٠ أفراد إلى المكان المستهدف، على بعد ٢ كيلو من الشاطئ، وزرعنا الألغام وانتظرنا دورية العدو، واشتبكنا معها بكل الأسلحة الممكنة، مدفعية ومشاة، وجاءت قوة مشكلة من دبابتين و٤ عربات مدرعة ولورى، وتعاملت معهم وألحقنا بهم خسائر كبيرة، وعندما اقتربت السيارة، انفجر فيها اللغم، وأسرنا ٢ من الإسرائيليين.
وعندما علمت إسرائيل بالهجوم، شاهدنا الضرب من الضفة الشرقية للقناة، ما منحنا فرصة العودة، وكان الأسرى يرفضون المشى، ولذا كنا نضرب نيران على الأرض، بجوار أرجلهم ليتحركوا، قبل وصول الدعم، وفى ذلك الوقت كانت المدفعية المصرية على خط القناة، استهدفت ضرب النقط القوية، على خط بارليف، لحمايتنا أثناء العودة عبر القناة.
وكشف «كمال» أن العملية كان لها صدى كبير جدا، فأعلنت إذاعة صوت العرب، الساعة ١.١٠ ظهرا، ١١ فبراير الخبر، قبل موعد نشرة الأخبار.
وعن المذبحة التى حدثت للمصريين فى اليوم التالى لضرب المواقع الإسرائيلية، قال كمال:«عالميا أصبح اقتحامنا لحصون العدو نهارا فضيحة مدوية، فما كان من إسرائيل، سوى الحل الهستيرى، وهو مهاجمتنا بغارات يوم ١٢ فبراير ١٩٧٠، بضرب مصنع الحديد والصلب فى منطقة أبو زعبل، وأسفر عن استشهاد ٧٠ عاملاً وإصابة ٦٩ آخرين، إضافة إلى حرق المصنع.
وقال كمال: ولأن مذبحة أبوزعبل كانت مروعة وشغلت مصر فلم تنل العملية حظها من الاحتفاء بها ونسيها المصريون وكافأت أمريكا إسرائيل بـ ١٢٥ طائرة على مذبحة أبوزعبل والتي أدانها العالم إلا أمريكا وتشكر المصرى اليوم أنها تذكر المصريين بها، وعن الأسرى قال «كمال» تعرف من خلالهم عن معلومات مهمة عن خط بارليف والحصون والمراقبة، مشيرا إلى أن شعور فرح أسر الاثنين أصبح ممزوجا بالأسى على وفاة المدنيين المصريين بدون أى ذنب لهم، ولكن فى الحالتين أعطى قوة معنوية عالية للقوات المسلحة المصرية وللشعب المصرى، حيث أثبتنا امكانية اختراق حصونهم المنيعة.
وقال «كمال» إحنا بقينا بيحصل فينا من الإرهاب مثلما كنا نفعل نحن مع العدو الصهيونى نتربص له ونقتله، مشيرا إلى أن الفترة القادمة تحتاج إلى رئيس عليه إجماع شعبى وهذا يتوافر فى المشير عبد الفتاح السيسى، والذى يقول يسقط حكم العسكر لا يعرفون تاريخ العسكر.
وتابع، المؤسسة العسكرية هى الجهة الوحيدة المنظمة الآن والتى لم تنهار ولو انهارت البلد هضيع وهناك أبطال منسيون يتعين تذكرهم وتكريمهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«برج القاهرة».. 50 عاماً على أكبر فشل لـ«المخابرات الأمريكية»

فى ذكراها المئوية.. رحلة للخلف: الحرب العالمية الأولى 4 سنوات «خراب» فى مصر

السواد يعم "الفيس بوك" و"تويتر" والبعض يرفعون شعار '' الهلال مع الصليب''