٣٢٧ أزمة.. السبب فى الإطاحة بمرسى ميلاد حنا ٤/ ٥/ ٢٠١٤ |
كشفت دراسة تحليلية حديثة للدكتور ثروت فتحى كامل، الأستاذ المساعد بقسم الإعلام التربوى بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، تحت عنوان «الأزمات فى مصر بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١»، أن إجمالى الأزمات التى أدت إلى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى ٣٢٧ أزمة أصابت جميع فئات الشعب المصرى، وأن ١١ سبباً و١٨ شخصية كانت وراء الإطاحة.
وأضافت الدراسة التى أجريت من خلال تحليل محتوى المضمون الذى تناول الأزمات فى مصر من خلال الحوار الصحفى بجريدة «المصرى اليوم» والأطر المستخدمة فى تقديمه فى الفترة من أول نوفمبر ٢٠١٢ حتى نهاية فبراير ٢٠١٣، إن أزمة العدالة احتلت المركز الأول فى الأزمات حيث تكررت ٩٣ مرة، بنسبة ٣٠.٥٨% من إجمالى الأزمات، تليها أزمة الحريات والإعلام، بلغ تكرارها ٥٦ مرة بنسبة ١٧.١٢%، ثم أزمة الدستور تكررت ٦٠ مرة بنسبة ١٨.٣٥%، وأزمة الاقتصاد ٣٨ بنسبة ١١.٦٢%، وأزمة المجلسين التشريعيين ٢١ بنسبة ٦.٤٢%، والأزمات المتصلة بالرئاسة ٢٠ بنسبة ٦.١٢%، وتأتى أزمة الأمن فى المرحلة قبل الأخيرة حيث بلغ تكرارها ١٨ بنسبة ٥.٥١%، وأخيراً الأزمات المتصلة بالعلاقات المصرية الخارجية ١٤ بنسبة ٤.٢٨%، ليصل الإجمالى إلى ٣٢٧ بنسبة ١٠٠%.
وأوضحت الدراسة أن هناك ١١ سبباً رئيسياً وراء هذه الأزمات، السبب الأول هو سياسات الرئيس وقراراته واختياراته، فالرئيس لم يملك رؤية للتغيير أو الإصلاح، وليس لديه خيال سياسى، واختار مستشارين غير أكفاء، ويحكم من خلال سياسة رد الفعل للأحداث، والسبب الثانى هو جماعة الإخوان المسلمين، لأنها فكرت فى الوصول للحكم ولم تفكر فى إدارة الحكم، وهى بلا خبرة كافية لإدارة شؤون البلاد، ومارست الاستبداد السياسى، وعملت على إقصاء الآخرين من المشاركة فى الحكم، واتهمت المعارضة، وعملت على تشويه صورة زعمائها، وأسهمت فى الاستقطاب السياسى، وعملت على فرض الأمر الواقع، ومارست العنف ضد المعارضين، وسعت لتحقيق مصالح خاصة، وتعالت على الآخرين.
الأسباب الأخرى التى تلت ذلك هى ضعف أداء رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمحافظين ونقص كفاءاتهم، والاعتداء على استقلال القضاء وإهدار هيبته، والانفلات الأمنى، وأخطاء المجلس العسكرى فى إدارة المرحلة الانتقالية، وإصدار دستور غير توافقى، والاتجار بالدين لتحقيق أهداف سياسية، وغياب العدالة الاجتماعية، وإقصاء المعارضة عن المشاركة فى الحكم، والفساد المالى.
أما عن التقييم الأخلاقى للأزمات فى مصر بعد ثورة يناير ٢٠١١، فقد كشفت الدراسة أن الحوارات الصحفية المرتبطة بالرئيس المعزول، محمد مرسى، شملت موضوعات الحنث بالقسم، والكذب، والخداع، والكبرياء، والتحيز للإخوان فى تولى المناصب القيادية، وإهانة القضاء، وتجاهل مطالب الشعب، والصمت على العنف والتحريض على العنف واستخدامه، والتحجر فى المواقف الفكرية.
وأظهرت الدراسة وجود ١٨ شخصية وقوى فاعلة فى الأزمات التى حدثت، جاء فى مقدمتها الرئيس المعزول، محمد مرسى، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين ورئيس الوزراء والوزراء والمحافظون واتسمت صفاتها بالسلبية، كما برزت، من جهة أخرى، شخصيات فاعلة اتسمت صفاتها بالإيجابية جاء فى صدارتها قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى وشباب الثورة والقضاة والإعلاميون.
أكد الدكتور ثروت فتحى أنه يمكن استخلاص بعض الدروس المستفادة من الأزمات التى مرت بها مصر بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، من خلال التوازن بين السلطات (التنفيذية، التشريعية، القضائية) والفصل بينها واحترام كل سلطة لغيرها والتوافق الوطنى بين القوى السياسية.
|
تعليقات
إرسال تعليق